أخبارتقارير

بسبب الهجمات الأمنية… السودان مهدد بفقدان حقول النفط   

 

 

تقرير: سوداميديا

 

ربما سيكون أكثر إيلاما إذا فقد السودان حقول النفط غربي البلاد جراء الهجمات الأمنية بواسطة مجموعات مسلحة تنتشر في تلك الأصقاع التي تتوارى خلف أزمات اقتصادية منذ سنوات.

 

وانعكست الهجمات الأمنية على حقول النفط بولاية غرب كردفان بشكل كبير في الإنتاج اليومي في ظل صعوبة التوصل إلى حلول بشأن هذه الحوادث الأمنية المتزايدة في الآونة الأخيرة.

 

ويحذر خبراء في قطاع النفط من توقف إمدادات النفط إلى المصفاة الرئيسية في العاصمة الخرطوم جراء الهجمات المسلحة على حقول النفط والعاملين في المنشآت.

 

وإلى جانب الحوادث الأمنية فإن تراجع الاستثمارات في قطاع النفط يعد “ضربة موجعة” لخطة أقرتها الحكومة في 2020 لزيادة الإنتاج ويقول العاملون إنهم يقاتلون للحفاظ على مستوى الإنتاج الحالي والذي يصنف على أنه أقل من 35 ألف برميل يوميا.

 

وقال محمد وهو مهندس فضل الإشارة إلى اسمه الأول فقط حتى لا يتعرض إلى المساءلة قال لـ”سوداميديا” إن الهجوم الأمني على حقول النفط في ولاية غرب كردفان أصبحت تكرر أسبوعيا وفي بعض الأحيان كل يومين.

 

قذائف فوق الحقول

 

وأشار هذا المهندس النفطي إلى أن عدد الهجمات التي أحصيت خلال هذا العام حوالي 30 هجمة أمنية تشمل إغلاق الآبار وتقييد وصول العاملين إلى المنشآت النفطية أو اسقاط قذائف صاروخية كما حدث في نهاية نوفمبر الماضي حيث أسقط مسلحون مجهلون قذائف “آر بي جي” على حقل بليلة.

ويتواجد وفد من الإدارات الاهلية بولاية غرب كردفان في العاصمة الخرطوم منذ شهرين للتفاوض مع الحكومة حول المسؤولية الاجتماعية لقطاع النفط ومعالجة مطالب المجتمعات المحلية.

 

وعزا “محمد” المهندس النفطي في هجليج الحوادث الأمنية إلى وجود تشكيلات مسلحة في غرب كردفان يصعب السيطرة عليها علاوة على انتشار السلاح وثقافة العمل المسلح.

 

وكان تجمع قطاع العاملين بالنفط أكد السبت الماضي تعرض حافلة أثناء ترحيل العاملين من محطة المعالجة المركزية في حقل بليلة النفطي إلى اطلاق عشوائي للرصاص وفرار الجناة من أعين القوات العسكرية التي تحرس طواقم العاملين.

 

وينتج السودان نحو 40 ألف برميل بينما كانت الخطة إنتاج 80ألف برميل بنهاية العام 2023 إلا أن خطط التطوير تلاشت لأسباب متعلقة لتراجع الاستثمارات في قطاع البترول وضعف أداء وزارة الطاقة وتزايد الهجمات الأمنية على منشآت وحقول النفط غرب البلاد كما يقول هذا المهندس.

 

مخاوف الشركات

 

وتشعر الشركات العاملة في حقول النفط بالقلق على سلامة العاملين والمعدات والأصول في ظل استمرار تهديد المسلحين غربي البلاد.

 

ويؤكد أحمد عبد المنعم وهو باحث في قطاع النفط في حديث لـ”سوداميديا” أن بعض الشركات سجلت خسائر بلغت 15 مليون دولار هذا العام بسبب الهجمات الأمنية.

 

وينوه عبد المنعم إلى أن الحديث عن الاستثمار في قطاع النفط دون توفير أدنى المطلوبات وهو الاستقرار والأمن “وهم كبير” موضحا أن السودان مهدد بفقدان الحقول النفطية ومحطات المعالجة وحتى أنابيب النقل إلى المصفاة حال استمرار الهجمات الأمنية.

 

ويضيف قائلا: “في أي دولة لا يمكن أن تمر هذه الهجمات مرور الكرام وتعتبر تهديدا للأمن القومي من الدرجة الأولى عدا في السودان يمكن لأي ثلاثة أشخاص شراء السلاح ومداهمة المنشآت والحقول التي تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات”.

 

ويرى عبد المنعم أن استمرار الهجمات الأمنية يعود إلى تعدد الوجود العسكري في البلاد واستشراء ثقافة نزع الحقوق بقوة السلاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى