أخبار رئيسيةتقارير

إسماعيل الأزهري… رمز استقلال السودان

الخرطوم- سوداميديا

ولد إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل المفتي بن أحمد الأزهري (نسبة إلى الأزهر بمصر حيث درس)، يوم 20 أكتوبر 1900 في أم درمان بالسودان لأسرة علم وقضاء من قبيلة البديرية، أصلها من كردفان، وتـُنسب إلى جدها “إسماعيل الولي” الطريقة الإسماعيلية الصوفية.

درس القرآن في “خلوة” (كـُتاب) السيد المكي، والتحق بمدرسة الشبلي الأولية في أم درمان، وفي 1913 دخل المدرسة الأميرية المتوسطة بود مدني. أنجب ولدا واحدا وخمس بنات.

التحق إسماعيل الأزهري في 1917 بقسم المعلمين في كلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقا) التي درس فيها الرياضيات وتخرج 1921، ثم أرسل للدراسة بلبنان فعاد منها 1930 بالبكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأميركية ببيروت، وكانت رسالة تخرجه عن “الصفر”، كما درس التربية هناك.

عُين الأزهري مدرسا للرياضيات واللغة الإنجليزية والجغرافيا في كلية غوردون قبل أن يكمل تعليمه فيها، ودرّس إثر تخرجه1921 في المدرسة الأميرية المتوسطة بمدينة عطبرة، ثم في مدرسة أم درمان 1924.

اختاره طلاب الجامعة الأميركية ببيروت رئيسا للرابطة العربية، وصار بعد عودته أستاذا في كلية غوردون فأسس فيها جمعية الآداب والمناظرة، وعند إنشاء الاحتلال الإنجليزي لـ”نادي الخريجين”1931 اختير سكرتيرا عاما له، ثم انتخب أمينا عاما لـ”مؤتمر الخريجين” عند تأسيسه 1938، وأصبح رئيسه 1943.

تقلد منصب رئيس وزراء السودان في الفترة 1954 – 1956 م ورئيس مجلس السيادة في الفترة 1965 – 1969 م رافع علم استقلال السودان.

كان ضمن الوفد الذي ذهب إلى بريطانيا عام 1919 م ليهنئها على انتصارها في الحرب العالمية الأولى. وعندما تكون مؤتمر الخريجين انتخب أميناً عاماً له في 1937م.

تزعم حزب الأشقاء الذي كان يدعو للاتحاد مع مصر في مواجهة الدعوة لاستقلال السودان التي ينادي بها حزب الأمة. عارض تكوين المجلس الاستشاري لشمال السودان والجمعية التشريعية. تولى رئاسة الحزب الوطني الاتحادي عندما توحدت الأحزاب الاتحادية تحته، في عام 1954.

وحتى أبريل 1955 كان الأزهري من مؤيدي وحدة مصر والسودان. وكان هو وجناح نور الدين الوحيدين من الأحزاب الذين أعلنوا تأييدهم مراسيم مصطفى النحاس في 1951 التي أعلنت فاروق ملك مصر والسودان.

انتخب رئيساً للوزراء من داخل البرلمان وتحت تأثير الشعور المتنامي بضرورة استقلال السودان أولا وقبل مناقشة الاتحاد مع مصر، وبمساندة الحركة الاستقلالية تقدم باقتراح إعلان الاستقلال من داخل البرلمان فكان ذلك بالإجماع.

تولى منصب رئاسة مجلس السيادة بعد قيام ثورة أكتوبر 1964 إبان الديمقراطية الثانية، اعتقل عند قيام انقلاب مايو 1969 بسجن كوبر وعند اشتداد مرضه نقل إلى المستشفى إلى أن توفي بها.

نص خطابه

الخطاب الذي ألقاه السيد إسماعيل الأزهري رئيس مجلس الوزراء بمناسبة إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان ورفع علم الاستقلال بالقصر الجمهوري في صبيحة الأول من يناير 1956 (1/1/1956) :

“اللهم ياذا الجلال يامالك الملك ياواهب العزة و الاستقلال نحمدك ونشكرك ونستهديك ونطلب عفوك وغفرانك ونسال رشدك ان انت الموفق المعين

ليس اسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله و تتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة ففي هذه اللحظة الساعة التاسعة تماماً من اليوم الموافق أول يناير 1956م ، 18 جمادى الثاني سنة 1375هـ نعلن مولد جمهورية السودان الأولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الألوان ليخفق على رقعته وليكون رمزاً لسيادته وعزته.

إذا انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها ولا سبيل إلى ذلك الا بنسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة وأن نُقبل على هذا الواجب الجسيم أخوة متعاونين وبنياناً مرصوصاً يشد بعضه بعضاً ، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحده متماسكة قوية .

ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نمجد هذا الشعب الأبي على حيويته وإيمانه وجهاده الذي أثمر أطيب الثمرات . وأرى واجباً علي في هذه اللحظة التاريخية أن أزجي الشكر إلى جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة اللتين أوفتا بعهدهما وقامتا بالتزاماتهما التي قطعتها على نفسيهما في اتفاقية فبراير 1953م ، وهما اليوم في هدوء وبنفس راضية تطويان علميهما اللذين ارتفعا فوق أرض هذا الوطن ستةٌ وخمسين عاماً ليرتفع في مكانيهما عالياً خفاقاً علم السودان الحر المستقل .

ويهمني أن أسجل شكر السودانيين للهند والباكستان اللتين شاركتا في جهود لجنة الحاكم العام . كما أسجل شكري للجنة السودنة وللدول السبع التي قبلت بمساندتنا ورضيت الاشتراك في اللجنة الدولية التي كان مقرراً أن تشرف على إجراءات تقرير المصير ، ولا أنسى أن أسجل شكري للدول التي سارعت بإرسال ممثلين لها في السودان وحتى قبل إتمام الاستقلال ، ويشرفنا أن يكون ممثلوها من ضباط الاتصال السابقين بيننا الآن .

إن شعبنا قد صمم على نيل الاستقلال فناله وهو مصمم على صيانته وسيصونه . ومادامت إرادة الشعب هي دستورنا فستمضي في طريق العزة والمجد والله هادينا وراعينا ومؤيدنا وناصرنا وإن ينصركم الله فلا غالب لكم والسلام”

إسماعيل الازهري رئيس الوزراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى