أخبار رئيسيةتقارير

عبدالرحمن دبكة.. مقدّم اقتراح الاستقلال من داخل البرلمان

الخرطوم- سوداميديا

كان للبطل عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة، شرف إعلان استقلال السودان من داخل البرهان في -19 ديسمبر 1955م، ولد عام 1923م بمنطقة عد الغنم (عد الفرسان) حاليًا، وفي الجلسة تاريخية تقدم “دبكة” نائب دائرة بقارة نيالا غرب، عن حزب الأمة، بهذا الاقتراح سيدي الرئيس : أرجو أن أقترح الآتي: أن نقدم خطاب إلى معالي الحاكم العام بالنص التالي: نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي بهذا الإعلان فوراً « يسرني أن أتقدم بهذا الاقتراح العظيم في هذه اللحظة التاريخية الخالدة بعد أن اجتمعت كلمة الشعب السوداني المجيد على الاستقلال الكامل والسيادة للسودان ممثلاً في التقاء السيدين الجليلين وتأييدهما الذي تم بعون الله ولمرضاته ومصلحة البلاد العليا وفي اجتماع كلمة الأحزاب والهيئات السودانية عند هذه الغاية الوطنية الكريمة وفي هذا الإجماع الرائع الشامل لجميع أعضاء البرلمان ممثلاً في هذا المجلس الموقر على إعلان استقلال السودان من هذا المنبر الشريف.

وأثنى على هذا الاقتراح التاريخي الخطير مشاور جمعة سهل، نائب دار حامد غرب، حيث قال: أقدر مدى الشرف الذي يناله مقترحه ومثنيه في جلسة كهذه سوف يسجلها في سجل الشرف تاريخ هذه البلاد المجيدة وسوف تكون حداً فاصلاً بين عهد الاستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق الذي يجعل السودان أمة بكل مقوماتها لا تستوحي في شؤونها الداخلية والخارجية الا مصلحة الشعب وإرادة الأمة وتقيم علاقاتها مع الدول جميعاً على قدم المساواة بين ند وند لا سيد وعبد.

يقول إسماعيل خالد عبد الله إبراهيم دبكة حفيد دبكة،  إن ناظر عموم قبيلة بنی هلبا الناظر عبدالرحمن دبكة، نشأ في بيئة مزيج من تلاوة القرآن وصهيل الخيول وازيز النحاس واكرام الضيوف وحل مشاكلهم وقضاء حوائج الناس ومجابهة المستعمر، وينوه إسماعيل إلى أن دبكة درس في مدرسة نيالا الأولية ثم الفاشر المزدوجة والأبيض الأميرية وكان في كل المراحل الدراسية لدية الغيرة على وطنه وكان يناكف المستعمر الى أن فصل من المدرسة لهذا السبب ، وكان عضوا قياديا في عدد من البرلمانات السودانية إضافة على انه من رواد مؤسسي الحركة التعاونية في السودان التي تأسست بعد خروج المستعمر لذلك ثقل تجربته وأصبح من رواد العمل السياسي والاهلي في السودان، كان يتصف المناضل دبكة بالصدق والأمانة وعفت الليد واللسان والتسامح ومقاومة المستعمر ورفض الذل والهوان، بحسب إسماعيل.

وتشير الروايات إلى أن إسماعيل الازهري، قرر القيام بطواف على الأقاليم الغربية للسودان، زار مدينة عد الغنم بجنوب دارفور(عد الفرسان) حاليا، كأول منطقة بدارفور يزورها في جولته تلك، وكان قد وصل إليها قبله نائب المنطقة، عن حزب الأمة لدائرة غرب البقارة، عبدالرحمن محمد إبراهيم دبكة، فوجد الأزهري عند وصوله لمطار المدينة مئات الألوف من الفرسان يغطون الأفق على صهوات الخيول مشهرين سيوفهم ورماحهم ويهتفون “عاش السودان حراً مستقلاً” فى منظر رهيب وداوى تأثر به الأزهري حتى سالت دمعته من فرط إحساسه بعظمة الموقف.

ويصف أرباب هذه اللحظات فيقول “بعد أن أخذ الرئيس مكانه المعد له تقدم السيد عبدالرحمن دبكة إلى المنصة وألقى كلمته مرحباً برئيس الحكومة وأعضاء وفده ترحيباً حاراً، وفى ختام كلمته هتف “عاش السودان حراً مستقلاً”، فهتفت الجماهير المحتشدة خلفه “عاش السودان حراً مستقلاً”، ورعدت السماء بالهتافات الداوية، ثمَّ نهض الأزهري وسط تلك التظاهرة مخاطباً الحشد الكبير وفى ختام كلمته هتف “عاش السودان حراً مستقلاً, السودان للسودانيين”، فهاجت الجماهير من الفرحة حيث انتصرت إرادة الشعب، ودوت الهتافات دون توقف وتعالت لعنان السماء باعثة هديراً صاخباً اهتزت له الأرض، وتحركت الجماهير في حركة جنونية تعانق بعضها البعض وزغردت وابتهجت الدنيا لهذا اليوم التاريخي العظيم المشهد”.

وإن هتاف عبدالرحمن دبكة في دارفور أثناء اللقاء الجماهيري للرئيس الازهري (عاش السودان حراً مستقلاً) اقتنع الأزهري بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وكان حدثا تاريخيا وثقته كل بلاد العالم بإذاعاته ووكالات أنباء، وكتبت عنه الصحافة البريطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى