أخبار رئيسيةتقارير

المخدرات والجريمة.. ثنائية مدمّرة

الخرطوم – أماني عقار

المخدرات بالسودان، تحولت إلى أزمة مرعبة وسط المجتمع السوداني، خاصة عقب انتشارها بشكل كبير في الأونة الأخيرة، وسط الشباب والطلاب، والأخطر وجود ارتباطًا وثيقًا بين ارتكاب جرائم وحشية وتعاطي المخدرات، وابلغ دليل، الجريمة المُروّعة لأب ذبح زوجته وابنه ذو الخمسة أعوام، بينما نجت ابنته ابن الأعوام التسعة بأعجوبة.

واتضح بالتحريات أنّ الأب المتهم مدمن على المخدرات وعلى رأسها مخدر الآيس الفتاك الذي يعرف بـ”مخدر الشيطان”، الذي سرى كالنار في الهشيم وسط الشباب والطلاب بطريقة جنونية أشبه بالغزو أو الحرب غير المعلنة، والمتابع لجرائم النهب او السرقة بالإكراه يجد أن الكثير منها مدمني مخدرات، في ظل انتشار كثيف للغاية لتهريب المخدرات ولا يكاد يمر يومًا واحدًا دون الإعلان عن ضبط شحنة مخدرات في العاصمة أو الولايات، وتتنوع المخدرات المضبوطة بين مخدرات زراعية كالحشيش والأفيون والشاشمندي أو نصف المُصنّعة كالكوكايين والهيروين أو المصنعة بالكامل كالآيس والكبتاجون.

ارتفاع معدلات التهريب والجرائم المتكررة، حمل”سوداميديا” أن تطرق أبواب ذي الاختصاص وطرح بعض الأسئلة على المختصين، يطالب القانوني والمحامي المعز، القضاة والمحاكم تشديد العقوبة لمواجهة تجار المخدرات وتوقيع عقوبة الإعدام على كل من يقوم بالاتجار في المخدرات، وقال حضرة لـ(سوداميديا) إن قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رادع وأنّ العقوبة فيه تنص على أن أيّ شخص يمارس أو يتعامل مع مواد مخدرة بقصد الاتجار يحاكم بالإعدام، وأضاف “لو طبّقت هذه العقوبة على شخص أو شخصين لتوقفت مثل هذه الجرائم لكن التساهل الذي يتم مع هؤلاء والمحاكم لم تقوم بتشديد العقوبة ويجعل هذا الموضوع يتمدد بهذه الصورة”، مبينا أن قضية المخدرات من القضايا المعقدة فيجب حسمها بتنفيذ العقوبة رادعة.

وكشف علي بلدو استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان في حديث خاص لـ(سوداميديا) أن 90 من الجرائم المرتكبة بالبلاد لها علاقة بالمخدرات والأدمان  سواء كان ادمانا أو ترويجا أو تجارة أو وقوع ضحية لهذه الجرائم الحديثة والتي اصبحت مستشرية في المجتمع قائلا: انه يتوقع أن تتزايد اكثر في ظل ما نراه  من تقاعص واضح من كثير من الأشخاص في علاج هذا الأمر واتباع الخطط العقيمة واللجان المحنطة التي أدت إلى أن يكون السودان مستقرًا ومعبرًا ومصنعًا المخدرات.

وأضاف بلدو “الآيس تحديدا والمخدرات المستحدثة الأخرى والتي يأتي الآيس في مقدمتها باعتباره اشدّ والاخطر  وتؤدى إلى تغييرات في الجهاز العصبي واضطرابات سلوكية خطيرة وتغير في الحالة المزاجية والمعنوية وتجعل الشخص في حالة من الجنون الموقت قد تؤدي إلى ارتكاب اي جرائم اين كانت سواء سرقة او نهب اغتصاب قتل دون  وعي ودراية او الشعور  بالندم.

ويشير بلدو إلى أنه في حالة استخدام المخدر او استعمال الايس اللحظي وهذا قد يؤدي إلى القيام بأشياء لا تخطر على بال مثل قتل زوجته او ابنه او اغتصاب شقيقته او المحاولة التحرش باي شيء او عرض نفسه على الآخرين وبالتالي يكون في حالة من اللا وعي وعدم السيطرة او التحكم وعدم القدرة على كبح هذا الشعور المؤذي.

وأضاف “بالتالي كل مدمن آيس او مدمن آيس كرستال هو عبارة عن قنبلة موقوتة تأكل وتشرب وتمشي بيننا ولكن قد تنفجر في لحظة وفي موقع كان وليس هناك شخص في ما من من ذلك كان من كان من راس الدولة الي اصغر شخص مواطن فيها”.

ونوه بلدو إلى أن الأشخاص العاديون قد يستغربون نوعية هذه الجرائم ولكن في مجال العمل الطبي والخاصة في مجال الإدمان نشاهدها كثيرة بصور أخرى لدرجة ان البعض من مدمنين الايس يقومون بأشياء اخطر من ذلك كقتل اسر كاملة محاولة التحرش بالمحارم، وتابع “يوجد لدينا حالات لبعض مدمني الايس من قام باغتصاب بشقيقاتهم وحمل وانجب منهم هذا في ظل المحاذير الاجتماعية وفي ظل الوصمة يكون خافيا على كثير من الجهات ولكنه يمثل وباءًا صامتًا في المجتمع يتم السكوت عنه ويظهر من حين لآخر في نوعية وأشكال هذه الجرائم”.

وقال بلدو إن المعالجات لهذا الامر تشمل العلاج والتأهيل للحد منها ورفع الوعي بها، ودعم الأشخاص العاملين في هذا المجال المهني والتخصصي بعيدا عن المزايدات وبعيدا عن الاعلام السالب وعلاج وتأهيل المدن  ومن ثم يعود شخصا معافا لمجتمعه ويكون قدوة للأخرين  للتعافي نحو شعار” سودان بلا ادمان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى