أخبار رئيسيةتقارير

الخرطوم وتل أبيب… هل حان وقت التطبيع؟

تقرير – آية إبراهيم

لا تزال ردود الفعل مستمرة بشأن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للخرطوم الخميس، والتي استمرت لساعات ليعلن بعد ذلك مجلس السيادة الانتقالي لأول مرة عن زيارة المسؤول الإسرائيل، ولقاءه رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، في خطوة أعتبرها مراقبون إعلانًا رسميًا لتوجه البلاد نحو التطبيع مع إسرائيل إذ كانت اللقاءات الرسمية بين الخرطوم وتل أبيب، تتم في سرية تامة خصوصا من الجانب الأول فهل حان وقت التطبيع بين السودان وإسرائيل؟

مباحثات مختلفة

ناقشت المباحثات التي أجراها رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب، في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية”. وتطرق اللقاء إلى الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم، وحث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطيني”، بحسب منشور لمجلس السيادة في صفحته الرسمية على “الفيسبوك”.

 

عدم أولوية

ويرى القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المهتم بعلاقات السودان وإسرائيل والذي سجل زيارة لتل أبيب في وقت سابق محمد عباس الفادني، أن العلاقات القوية ما بين مكتب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سوف تعزز من ملف تطبيع الخرطوم وتل أبيب، وأشار الفادني لـ”سوداميديا” إلى أن مسار العلاقات مابين السودان وإسرائيل توقفت مابعد إزاحة بنيامين نتنياهو من الحكم وجزم أن بعد عودته سينشط ملف العلاقات بين البلدين، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن ملف التطبيع بين البلدين ليس من أولويات الحكومتين ،وقال لكن ربما تكون هنالك محاولات لعلاقات طبيعية بين السودان وإسرائيل.

بداية جادة

وأنضم السودان في يناير 2021، إلى “اتفاقات أبراهام” وذلك بعد سلسله من المحادثات والإتصالات بين الخرطوم وتل أبيب والتي مضت في إتجاه الجدية بعد فترة وجيزة من الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل من العام 2019، يشار إلى أن البلدين كانا أعلنا في 2020 استعدادهما لتطبيع العلاقات، عبر بدء علاقات اقتصادية وتجارية متبادلة. إلا أن تلك الخطوة أثارت في حينها انتقادات من قبل مجموعات مدنية وسياسية، اعتبرت أن حكماً انتقاليا لا يمكن أن يلزم البلاد بمثل تلك القرارات والعلاقات.

خطوة للأمام

بدوره يؤكد الملحق الإعلامي السابق بسفارة السودان بواشنطن والمحلل السياسي مكي المغربي أن ماحدث خطوة للأمام في العلاقات الخارجية للسودان وعزا ذلك إلى أن اسرائيل باتت واقعاً يجب التعامل معه، وهو ليس أمرا مدهشا ولا غريبا في ذاته، وقال المغربي لـ”سودا ميديا ” إن السودان متقدم على دول إفريقية وعربية في علاقته باليهود مجتمعيا وثقافيا ومع دولة اسرائيل مباشرة في ترحيل الفلاشا عبر “العملية موسى” 1984 والتي تم تعيين ضابط الأمن الذي قام بها لاحقا مستشارا لرئيس الجمهورية وثم مندوبا وسفيرا للسودان في الأمم المتحدة بنيويورك، لذلك فإن من الغرابة حوجته إلى وسطاء، ولفت بالقول كان يمكن أن يباشر السودان محادثاته مع اسرائيل مباشرة وبدون جدار رهيب من السرية، لأن الرأي العام السوداني يرتاب ويظن السوء فيما تخفيه عنه أكثر مما تكشفه له وقال ربما كانت هنالك تقديرات لا نعلمها.

 

اختلاف حديث

في السياق أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أن هناك اتفاقاً مع إسرائيل على المضي في تطبيع العلاقات بين البلدين، وقالت في بيان، “بحثنا مع إسرائيل تطوير العلاقات في المجالات المختلفة” وربط الكثيرون ما أعلنته الخارجية السودانية في توضيح سابق لها في أكتوبر 2020 وقولها أن الحكومة اتخذت خطوة الاتفاق على التطبيع مع إسرائيل، لكنها تترك للبرلمان الانتقالي، الذي لم يتشكل بعد أمر قبولها أو رفضها لاحقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى