أخبار رئيسيةمقالات

الطيب المكابرابي يكتب: التفكك الأسري تفكيك للمجتمع

في مكان ما وجدت شباناً يحلقون رأس طفل يصغرهم بسنوات ولا يشبههم في ملامحه وشكله فتاكدت انه على طريق هؤلاء سيسير وينقلب ان لم يكن قد صار فعلا من اصحاب السلسيون… ذات الطفل وجدته وقد اجلسه شرطي على الارض فاقتربت منهما لاعرف مايدور.. كان الشرطي يوجه اسئلة لهذا الطفل والطفل يجيب وسمعت الشرطي يقول للطفل..انت كذاب…

بالأمس وقد مررت من هنا وسالتك اجبتني انك خرجت من منزل ذويك منذ أسبوع واليوم تقول انك خرجت منذ يومين .. دار حوار طويل بين الطفل والشرطي حتى قال الطفل انه هرب من ذويه بسبب المعاملة القاسية التي يجدها من خالته واهل البيت الذي يقيم فيه بعد وفاة والدته وإن والده لاياتي للاطمئنان عليه إلا نادرا فغادر المنزل والتقى بهؤلاء الشباب واصبح ممن يتعاطون مخدر السلسيون كما يفعلون… قرات كثيرا عن التفكك الاسري واثاره الضارة على الاطفال وعلمت من خلال معايشتي لبعض الحالات ان التفكك الاسري وابتعاد الاب أو آلام عن اطفالهم تسبب في مإس يندى لها الجبين وتخجل منها انسانية الانسان .. ألاطفال هم مستقبل البلد وهم قادته وسادنه في يوم ما وإن نحن اهملنا فيهم ولوبقدر يسير فستخسر البلاد مقابل كل واحد عشرات الاطفال وضياع واحد قد يجر لضياع المئات… من يتناولون المخدرات بانواعها ويتجولون في الاسواق وفي الطرقات وعليهم اثار الادمان والاعتداءات غير الرحيمة بين بعضهم البعض لا تخطؤهم عين المسؤلين وفيهم من بات خطرا يهدد المجتمع الذي يتواجد حوله وفيه … لم يعد من نسميهم اطفال الشوارع اطفالا وانما تحولو الى رجال وكونوا اسرا في فارعة الطريق والسلطات في غياب تام … نعم كل هذا سببه التفكك الاسري ولن نقول الحروب كما يحاول البعض تسويق بضاعته عبر هذا السبب الاخير .. لدينا جهات معنية بشان الطفولة وآخرى معنية بشؤون المجتنع ومافيه من ظواهر وسلبياات هذا بالاضافة الى اخرين معننيبن بالحفاظ على عادات وتقاليد المجتنع والذوق العام … ماهو مطلوب ان توجد قوانين رادعة تردع كل من يتخذ الطرقات مسكنا وبيت اسرة بعد ان تتولى الجهات المعنية بالقضايا الإجتماعية معالجة مشاكل هؤلاء وايجاد ماوى بديل للشارع حتى وان كان شارعا يبعد عن عيون الناس ثم ان المطلوب هو ايجاد قوانين تردع كل من يجني في حق طفل أو طفلة بما يجبره ويضطره الى مغادرة المنزل واختيار الشارع بيتا بديل.. نتعشم في توسيع دائرة تثقيف الاطفال وتعريفهم بحقوقهم في الامن وآلامان والعيش الكريم وان يتم تخصيص خط تواصل مجاني يعرفه كل طفل ليبلغ عن معاناته ويرشد الى من يتسبب في ذلك لتتخذ النيابة اجراءاتها دون ان يتم الكشف عن الشاكي تشجيعا للأطفال على التبليغ … نتمنى ان تنطلق حملة لمكافحة ظاهرة التشرد ومكافحة اتخاذ الشارع بيتا ومكافحة كل أشكال العنف ضد الأطفال وقبل هذا وذاك التأكيد على ضرورة التماسك الاسري ومعالجة اسباب التفكك…

وكان الله في عون الجميع

أخبار اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى