أخبار رئيسيةتقارير

المتحدث الأسبق للجيش محمد بشير سليمان يضع النقاط على الحروف في حوار لـ(سودا ميديا) حول التطورات بين الجيش والدعم السريع ويحذر: نكون أو لا نكون

حوار – آية إبراهيم

حالة من التوتر ظهرت إلى العلن بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، خلال الساعات الماضية إثر تحركات للدعم السريع بالولاية الشمالية مدينة مروي ففي الوقت الذي دافعت فيه قوات الدعم السريع عن خطوتها والتي قالت إنها يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها قالت
القوات المسلحة إن البلاد تمر بمنعطف تاريخي خطير تزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن وأكد الجيش أن هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة للحديث حول ذلك ومآلاته على أوضاع البلاد أجرت “سوداميديا” حوار مع المتحدث الأسبق بإسم الجيش، الخبير العسكري والاستراتيجي المتحدث الأسبق باسم الجيش الفريق أول ركن محمد بشير سليمان فإلى تفاصيله.

كيف تعلق على تطورات الأحداث وماجرى من توترات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية؟

احتمالية المواجهة بين الجيش، والدعم السريع واردة ، بالرغم أن الجيش وحسب بيانه الصادر من القيادة العامة ، قد نحا نحو السلمية ، أرجاء مؤقتاً لدوره الرئيس في حماية الأمن القومي ، والحفاظ عليه ليكون مراقباً ، ماداً لحبل الصبر ، وبما يمكن أن يؤدي لعودة الرشد ، والحكمة لقيادة الدعم السريع ، ادراكاً لدورها المعلوم عملاً تحت مظلة القوات المسلحة ، وبما يجنب الوطن التشظي والتفكك في ظل الحالة الأمنية التي يعيشها سياسياً، واجتماعياً ، واقتصادياً والتي وضعت إمكانية إنهيار الدولة السودانية في حافة الهاوية.

الدولة السودانية في حافة الهاوية إذن الوضع خطير؟
تأتي حالة المراقبة للموقف الأمني التي يقوم بها الجيش تجاه ممارسات قوات الدعم السريع ، ليس ضعفاً ، أو عدم ادراك لواجباته الدستورية ، والقانونية المعلومة ، ولكن ، لعلمه بأن قوات الدعم السريع ماهي إلا عبارة عن وسيلة، مستغلة.

ماذا تعني ؟
مستغله كأداة لجر القوات المسلحة لفخ المعالجة المسلحة، حسماً لتصرفات قيادة قوات الدعم السريع غير المسئولة، وبما يدفع بجهات سياسية عميلة داخلية ، تعمل لتحقيق أهداف إستراتيجية لدول إقليمية ودولية تخطط لتفكيك القوات المسلحة السودانية وبقية المنظومات الأمنية ، وبما يمكنها من تنفيذ أكذوبة الإصلاح، والتطوير ، والتحديث، بناءً لجيش قومي، مهني، بعقيدة واحدة.

وهل يمكن للجهات السياسية تحقيق خطتها الإستراتيجية وفقاً لذلك؟

تتم الآن وفق خدعة سياسية، تقرأ من خلال الأقوال التي تم الادلاء بها من بعض السياسيين عند الافطارات الرمضانية التي أقامها بعض قادة المجلس السيادي من العسكريين ، وبعض المكونات السياسية ذات العلاقة بالاتفاق الإطاري ، الذي فشلوا في تحقيق التوقيع عليه، لتتحول أقوالهم الخادمة إلى بيانات تتحدث عن أهمية توسيع دائرة المشاركة السياسية انضماما للقلة السياسية ، التي تستقوي ب(فولكر) وثلاثيته ، ورباعيته ، لتأمين تحقيق توافق سياسي سوداني ، للتوقيع على الاتفاق الإطاري ، وحسبوا أن خطتهم الخداعية هذه سوف تنطلي على الشعب السوداني الذي لا يمثلوه ، وفوق ذلك القوات المسلحة ، وبقية المؤسسات الأمنية الأخرى .

إذن هنالك خطة خداعية سياسية قد تجر البلد إلى ما لا يحمد عقباه؟
تأكيداً للخطة الخداعية التي خدعوا بها أنفسهم بدءً ، كانت التحركات التي تقوم بها قوات الدعم السريع ، والتي تمثل الخطة البديلة التصعيدية التي أشار أليها بعض منسوبي القوى السياسية التي وافقت على الاتفاق الإطاري الذي أعدته القوى الاستعمارية الجديدة ، التي تسعى لتسليم عملائها حكم السودان .

حديثك يحمل الموقعين على الاتفاق الإطاري مايدور من أحداث؟
لاشك إن الخطة الخداعية التي تتحرك قوات الدعم السريع في إطارها بحثاً عن البدائل التي يتم عبرها تنفيذ مخطط الاتفاق الإطاري تتم وفق سيناريو يتمثل في استهداف القوات المسلحة ، والأجهزة الامنية الأخرى ، اضعافاً لها ، لوضعها أمام الأمر الواقع من خلال عدة خطوات.

ماهي؟
استهداف افرادها تركيزا على الضباط ، والامكانيات من سلاح ، ومعدات ، وبما يؤثر على المعنويات ، وقدراتها ضعفاً ، وقد تم البدء في تنفيذ هذه الخطوة من خلال ماجرى في دارفور ، وكسلا ، ولاشك أن الخطة سوف تستمر في التنفيذ ، وصولا لغاياتها .. تطوير الصراع المسلح بين المكونات المجتمعية في مناطق الهامش ، وكما يجري الآن في دارفور ، مع توسيعه ، وبما يجعل المجتمع الدولي ، وخاصة الثلاثية ، والرباعية ، تتحدث عن فشل السلطة القائمة الآن في تحقيق الأمن ، وحماية مواطنيها ،تنشيط تحركات قوات الدعم السريع ، تجاوزا لكل الضوابط المؤسسية ، استفزازا للقوات المسلحة ، وبما يدفعها اضطراراً للمواجهة رداً بالقوة الحية ، ليتم بذلك تعضيد فشل السلطة في تحقيق الأمن لها ، والمواطنين ، وبما يؤكد فشل الدولة في تحقيق أمنها الذاتي ، وبما يدفع في اتجاه ضرورة البحث عن معالجات أممية تفضي لتحقيق الاستقرار الأمني ، يتم ربط كل ذلك بالأزمة الاقتصادية الشاحنة ، ومعاناة الشعب من جرائها ، ذلك ما يتطلب تدخلاً دولياً لمعالجة فشل الدولة ، وانهيارها اقتصاديا، يتزامن ذلك مع ما سبق ذكره ،أن تقوم قوى الاتفاق الإطاري بتنفيذ الاضرابات ، ومحاولة تنفيذ المظاهرات وصولاً للعصيان المدني ، مع تفعيل منهج التتريس للطرق ، وصولاً للمصادمة مع القوات الأمنية ، ولجوءً للتخريب والعنف ، مع استغلال أي ممارسات أمنية أداءً للواجب ، كسباً لمناصرة من يسندهم في المجتمع الدولي من مؤسسات وأنظمة حاكمة .

إذن المشهد معقد للغاية؟
لذا في ظل هذا المشهد السياسي والأمني المعقد للدولة السودانية ، الماثل الآن ، مقروناً مع التآمر السياسي من عملاء الداخل ، والمراقبة الاقليمية والدولية المركزة نحو الدولة السودانية الآن ، مربوطاً بالاتفاق الاطاري ، الذي تم إعداده لحكم الدولة السودانية العلمانية في ظل سودان جديد ، يفتقد للقيم والأخلاق ، ومع اعتبار أسس له رئيس الوزراء السابق حمدوك من دعوة الأمم المتحدة لإرسال بعثة أممية لمساعدة السلطة التنفيذية الحاكمة في إدارة السودان ، فكانت بعثة فولكر المشئومة ، ومع اعتبار ماذكرت ، والإصرار على أن يمضي الاتفاق الإطاري ، يصبح السودان ووفقا للتقاطعات التي يعيشها سياسياً أمنياً ، مؤهلاً لأن يُدرج تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، ليحكم بعد ذلك أممياً ، بدستور الاتفاق الإطاري ، الذي سوف يُوكل تنفيذه لمجموعة قحط المركزية ، لتكون الخطة الخداعية قد أثمرت ، بدءً بتنفيذ مفهومها لما عرف خطة الإصلاح لمؤسسات القطاع الأمني ،بدءً بتفكيك القوات المسلحة.

وسط كل ماذكرت إلى أين يمكن أن يقودنا ذلك؟
وفقاً لتداعيات كل ما ذكرت وما تقوم به قوات الدعم السريع في ذلك ، أحسب أن عدم ادراك الموقف الماثل من قيادة قوات الدعم السريع تحسبا لمآلاته الوطنية المدمرة ، حكمة وعقلانية ، تكون القوات المسلحة وبحسب مسؤوليتها الوطنية حفاظاً على الأمن القومي وحمايته ، جاهزة ، بل وقادرة على المصادمة التي لم تسعى لها لحسم كافة التفلتات الأمنية ، مواجهة مباشرة لأي خطوات تصعيدية تقوم بها قوات الدعم السريع أو غيرها؛ ويأتي هنا دور الشعب السوداني وكافة مؤسساتة المجتمعية ، والسياسية ، وقوفاً ، واسناداً عملياً للقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية الأخرى ، دفاعاً عن وطناً شامخ، حيث نكون أو لا نكون، وللشعب السوداني من النماذج الوطنية نماذجاً قوية، يعرفها المستعمرون القدماء والجدد تماماً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى