مقالات

lفيما أرى- عادل الباز- وزير امره عجب!

1
نستغرب من الأفعال الصغيرة في زمن القضايا الكبيرة !!.في وقت تلهج فيه كل السنة السودانيين بالشكر لبعثة السودان في نيويورك وفريقها العامل لما حققته من نجاحات في صراعها المستمر مع سدنة مجلس الأمن الذين سلكوا كل الطرق لادانة السودان فى كل جلسة إلا أن المواقف القوية والمنطقية التي وقفتها البعثة السودانية مدعومة بتفهم قيادة الدولة جعلت المعارك التي تم خوضها خلال أشهر الحرب وقبلها ابعاد فولكر وبعثه تمثل نصرا لا ينكر للدبلماسية السودانية.في وقت كهذا يختار وزير الخارجية السيد علي الصادق ان يصدر قرار غريبا بنقل السفير معاوية التوم إلى الهند.!!.
لا أحد يعرف لماذا اصدر هذا القرار؟ وما حيثياته ولماذا فى هذا التوقيت؟ وبمن يريد على الصادق استبدال معاوية التوم ولماذا؟.وهو وصاحبه الحارث كانا قد اعترضا على نقله لهذا الموقع بداية قناعة منهما بقدارته ونجاحه وتفوقه وقد كان وظلا يتصيدانه على نحو ما فعلوا
2
كل الذين عاصروا السفير معاوية التوم فى الخارجية يعرفون من هو.كل وزراء الخارجية الذين تعاقبوا على الوزارة ظلوا يضعون ثقتهم فى معاوية وهو يستحق لأنه ليس سفيرا أو دبلوماسيا بارعا فقط ولكنه ذو أفق واسع وعقل استراتيجي يجيد المناورة والتكتيك ويعرف كيف تتخذ المواقف وهو السفير الوحيد الذي يكاد يعمل 24 ساعة وبلا مطالب أو مقابل يعرفه أهل السياسة والإعلام والمنابر ويعرفه المجتمع السودانى العريض وعرفه الوطن حين جد جده.
3
معارك الشهور الفائتة فى مجلس الأمن كان معاوية في قلبها مع السفير الحارث وهو ما جلب عليه غضب الامارات وآخرون يعرفهم السفير الحارث جيدا.استغربت أيما استغراب من خطاب الحارث الرث و مسارعته في توديع زميله معاوية إذ لم يفتح الله عليه بكلمة في حق زميله ولم يحاول إيقاف قرار وزيره والاغرب ان ليس له دبلوماسيين في البعثة بمستوى تجربة ومقدرات السفير معاوية ودهاليز مجلس الأمن حيث تنسج المؤامرات لا تتوقف لازالت مؤامرات بريطانيا فيه تتواصل والسفير الحارث يعرف بريطانيا جيدا فهو حامل جوازها من زمن بعيد.
4
حين قرر الجيش قيادة التغيير في أكتوبر 2021 كان معاوية التوم خارج الوزارة بفعل القرارات التعسفية التي أصدرتها قحت فيما عرف بمذبحة الدبلوماسية السودانية التي لازالت تعاني الوزارة من آثارها وكوارثها ، في ذلك الوقت كان على الصادق ينظر لعبث القحاته بكل شى فى الوزارة وهو صامت حتى حين أصدر القضاء قراراته بإعادة المفصولين تعسفيا تلكأ على الصادق في اتخاذ قرار شجاع بإعادة الدبلوماسيين لمواقعهم خوفا من القحاته!!.
بعد التغيير استدعت قيادة البلاد السفير معاوية التوم لاسنادها فلم يتلجلج ولم يتحجج بأنه مفصول ولم يتخذ موقفا معاديا لأنه فصل بل سلم نفسه لقيادة الدولة وعمل ليل نهار في ملفات كثيرة اوكلت اليه في صبر وصمت.. ومايدهشنى أن قيادة الدولة تعرف ماذا فعل معاوية التوم أثناء الانقلاب وبعده وتدرك تماما ماذا يفعل الآن فى نيويورك وبعد كل ذلك تلوذ بالصمت على قرارات السيد وزير الخارجية علي الصادق مفبركة الرواية والحجج وتسكت عن الظلم الذى حاق بواحد من أهم دبلوماسيها وأنجحهم .. هل جزاء الاحسان الا الاحسان.؟!.
5
قال السفير معاوية التوم في تغريدة له في منصة اكس عقب قرار نقله إلى الهند ( أنا ابن وزارة الخارجية حرفةً ومَحَبّةً وممارسةً، وتحت إمرة قيادة البلاد، وجندي من جنودها وفي صف جيشنا الباسل لينتصر في معركة الكرامة.. ما ضرّني او كادني فعل الأشخاص و تكالبهم لمصالح ومكاسب ذاتية زائلة.. فليبقى الوطن ودونه المُهج والأرواح).هذه هو الموقف المتوقع من السفير معاوية التوم ،الدكتور الأكاديمي والشاعر والأديب يتفوق على غيره من السفراء كما رأينا في جماعة ساتى واهل الوثيقة اياها التي كاد الوزير وقتها ان يستقيل لولا تدخل معاوية لمنعه من هذه الخطوة لأجل الوطن !؟ وكان يمكنه أن يخرج ويلعن وله لسان وسنان ومنطق ولكن معاوية ليس عبدا لمنصب يعادي الوطن متى ما أعفى منه.ها هو يضع نفسه تحت تصرف قيادة البلاد وما يضره ما فعل وزير الخارجية الذى لم يصدق ابدا مع نفسه في هذا القرار. وهو لا يعرف الوفاء لجندي من زملائه!!
6
من يعرفون السفير معاوية يدركون انه غاضب ليس لأنه بحاجة لمنصب فلقد تقلب فى المناصب والمواقع أكثر من ربع قرن، كما هو ليس بحاجة لمال فله ما يكفيه ليعيش بقية عمره مرتاح البال .. والاهم انه لم يطلب وظيفة من الحكومة حين اختارته سفير ببعثة السودان بنيويورك، كان يدير أعماله منذ خروجه من الوزراة بنحاج.ولذا حين نناهض الظلم الذى تعرض له السفير معاوية لأننا نرى أن خسارة سفير بقامة معاوية في هذا الوقت لأمر جد مستغرب، لانه قرار ظالم ليس له مبررات، فلم يشكك احد في كفاءة معاوية ولا نزاهته ولا استقامته وجرأة في المدافعة عن الحق لان الان معاركنا الكبرى بحاجة دبلوماسيون ذوى خبرات ومن طراز رفيع ومن عجب أن السيد على الصادق يجمد زهاء الأربعين سفيرا عن عملهم ويكدسهم في القاهرة بلا عمل حقيقي والذي يعملون حيث تحتاجهم الدبلوماسية السودانية يقذف بهم إلى أقصى بلاد السند.َعلى. أهميتها وميزاتها الوافرة والتعليم الذي ناله د معاوية بها الا ان المنصة الاممية تبقى هي الأهم ..لكن عين الوزير تتجاهلهم ولا تبصرهم لانها مغشية بالكيد والغيرة والتآمر والظلم لا بمصالح البلاد !!.هذا الوزير أمره عجب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى