مقالات

عادل الباز يكتب.. تحالف الخاسرين (1-2)

فيما أرى

عادل الباز

تحالف الخاسرين (1-2)
1
من هم، وماذا خسروا وما السبب؟
السبب أنهم اشتروا أوهام المليشيات وحلفائها الذين باعوا لهم فكرة أن السلطة مجدوعة في الشارع و بإمكانهم الاستيلاء على السودان بكل سهولة، فما على الجنجويد إلا كسر حائط منزل الرئيس البرهان بـ(البوكلن) الجاهز في بيت حميدتي وقتل حراسه والدخول للبدروم وقتل قيادة القوات المسلحة وبعدها مباشرة يتم تنصيب العملاء داخل الأجهزة الأمنية على قمة رأس القوات المسلحة، وإذاعة البيان الأول الذي كان ينتظره حلفاء الجنجويد بفارغ الصبر.
2
هكذا خيل لهم وما أكثر الخيالات الخائبة!! ماحدث أنهم لم يستطيعوا أن يصلوا لمخدع الرئيس لأن خمسةً وثلاثين شهيداً قرروا أن يفدوا السودان بأرواحهم وفعلوا فنجا السودان وخابت امانيهم.. ومنذ تلك اللحظة هم في ضلالهم يعمهون.. تحالف الخاسرين منذ ذلك اليوم لم يكسب عافيه، لأن الله لا يهدي كيد الخائنين.
3
كانت قحت أول الخاسرين.. فبعد البريق الذي توهجت به بعد (فورة) 2019 بدأت خسائرها تتوالى، وبعد تجربتها الفاشلة في إدارة الدولة بالطريقة الكارثية التي اتبعها سدنتها، نسفت كل قيم الثورة فلا (حرية ولا سلام ولا عدالة) رأيناها منهم.. لا شيء تحقق من تلك الأماني العذبة، كل ذياك البريق (بريق قحت) ذهب هباءً منثورا، بل ذهبت هي نفسها إلى العدم بمتوالية التشظيات التي أنهكت جسدها وأفنت روحها، فلم يبق فيه إلا بثور المجلس المركزي.. ذلك لأنها كنبات السلسلع، تسلقت جدار التغيير بلا جذور ولا برنامج ولا رؤية، ولذا سهل اقتلاع المجلس المركزي وابتلاعه، اقتلعه شباب الثورة أولاً بهتاف (قحاتة باعوا الدم)؛ ثم اقتلعه العسكر تالياً (2021) وابتلعه الجنجويد أخيراً، وانتهى أمره إلى شرذمة ناشطين رُحّل يستجدون الموائد، يطوفون من بلد لبلد بلا هدف وكل آمالهم وأحلامهم أن يعودوا إلى السلطة محمولين على ظهر دبابة الأجنبي.. وهيهات!
4
هكذا انتهى أمر هذه السلسلع إلى هباء.. فما شأن الحليف الثاني، الذي كان يسمونه (أيام عزه) الدعم السريع، ولكن اتضح للعالمين سريعا أنهم جماعة للقتل والنهب السريع.. كيف لا؟ فاصلهم جنجويد متخصصون فى النهب والإبادة.. ماذا بشأنهم؟
بعد أن خاب انقلاب الجنجويد، وبدلاً من أن يستسلموا لقدرهم و يعترفوا بفشلهم في إسقاط السلطة وينتهوا كأي انقلاب فاشل؛ دورا فى حربهم وغيهم ، غرتهم قوتهم وأسلحتهم والأموال التي نهبوها وكنوزها من دماء الشعب السوداني، وظنوا أنهم بالحرب سيستولون على البلاد و يستعبدون العباد.. فتلك أوهام القوة، وذاك ديدنها وتلك سكرتها، منذ عهد فرعون وإلى عصر حميدتي.. عصر القتل والاغتصاب والنهب والسلب والخطف وترويع الآمنين.. وكثيراً ما أغرقت أوهام القوة أصحابها ودفعت بهم إلى بحور حتفهم، فأخذتهم أمواج الغطرسة في جوفها، هكذا أُخذ فرعون وهكذا غاص حميدتي في بحور (الغباء) الاصطناعي، لا يستطيع الإفلات من جوفها حتى أصبح أضحوكة في عالم الأسافير.
5
إلى ماذا انتهت قوات الدعم السريع وماذا أنجزت؟
تلك القوات التي كانت فيما مضى مدججة بالسلاح، ومظهرها وهي تحتشد بالآلاف ضحى يسر الناظرين، وكان الشعب يدخرها لحماية وتأمين السودان فسلحها وأحسن إليهم ومكنه من الأموال والذهب والمشاريع، فهم في النهاية كانوا جزء من قوات الشعب المسلحة أو هكذا خُيل للناس، قادةً وأفراد، ولم يدركوا أن الجنجويد شر محض إلا بعد حين.. للأسف انتهت تلك القوات إلى قطاع طرق ونهّابة ومغتصبين بملابس رثة، وانتهت أسلحة القتل والسيارات التي حشدوها لليوم المعلوم إلى أكوام رماد عليها جثث متفحمة!!
سبحان الله.
6
الآن 100 ألف مقاتل جنجويدى أو يزيد بصحبتهم مرتزقة من كل لون وشكل يطوفون البلاد غرباً وجنوباً ينهبون ويغتصبون.. كل المدن التي استولوا عليها صارت خراباً، كل منطقة دخلوها جعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون أينما حلوا.
6
هل انجزوا مشروعهم السياسي (If any) هل تحقق لهم انتصار عسكري يمكنهم من الاستيلاء على الدولة؟ لا شيء من ذلك تحقق، وذلك وهم في أقوى حالاتهم، الآن يستحيل عليهم إنجاز أي شيء سوى الخراب.!!.
ماذا حصدوا؟ وماذا يتوقعون أن يحصدوا سوى الرماد وخاصة وهم يواصلون نهبهم وقتلهم وتشريدهم للآلاف؟
6
حققوا إنجازات تليق بهم وبقحت.. كرههم الشعب السوداني كما لم يكره مجموعة أو أحداً من قبل.. أصبحت هناك كراهية شاملة لكل ما هو جنجويدي قحتي.. كيف لا؟ ولا شيء من الفظائع لم يرتكبوها في حق الشعب.. من الاغتصاب إلى الإبادة!
7
في دارفور الآن القبائل الكبيرة كلها تحتشد ضدهم.. لا.. ليس ذلك فحسب بل تحتشد الآن لقتالهم ويتحالف الفور والمساليت والزغاوة وعشرات من القبائل الكبيرة في دارفور وكردفان لقتالهم، ويتجند ويستنفر الملايين في ولايات الشمال لمطاردتهم!
8
بالخارج أصبحوا في نظر الرأي العام العالمي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية ليسوا أكثر من قتلة متخصصين فى الإبادة والنهب والاغتصاب والتشريد.. تطاردهم اللعنات في الداخل والعقوبات في الخارج.. خزي في الدنيا، موت وعقوبات ومطاردة ولعنات في العالم وهذا ما يستحقونه، خسروا أهلهم وسلاحهم وأموالهم ، هذا كل ما كسبوه من حربهم على الشعب، هم وحلفائهم.. مبرووووك عليهم وعلى حلفائهم.
نواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى