تقارير

خبير استراتيجي ومحلل سياسي وكاتب صحفي

محتكرو الفضائيات ..من هم ومن يختارهم ؟

الخرطوم-سوداميديا:

من المسؤول عن استضافة المعلقين والمحللين السياسين علي الاحداث السودانية في القنوات الفضائية؟،وماهي المعايير التي تتم بها الاستضافة؟،ومن هم “هؤلاء” المستضافين؟.

تفرض هذه الاسئلة نفسها،بالنظر الي اهمية الفضائيات التي يستقي منها السودانيين الاخبار عن بلدهم،خاصة قنوات الحدث والعربية واسكاي نيوز و الجزيرة.

ومع اهمية تواتر الانباء عبر هذه القنوات  التي تبدي اهتماما كبيرا باخبار السودان ،وانصراف المشاهد السوداني عن القنوات المحلية باعتبار الظروف السياسية والتعتيم الاعلامي،تتعاظم اهمية الضيف “خبير ،محلل ،صحفي ،استراتيجي ،باحث” مع اختلاف المسميات وتعددها،بالنظر الي تأثير ما يقول علي المشهد السياسي ،ايا كانت الزاوية او المنصة التي ينطلق منها .

يثير ظهور شخصيات بازرة او سياسية علي هذه الفضائيات،جدلا ما،يعلو وينخفض مع اهمية الشخصية او ما تقوله،الا ان الجدل يقبع في مربع الشخصية نفسها بخلفتيها السياسية او ما تمثله من رؤية يحتمها انضواءه تحت مظلة الجهة التي ينتمي اليها.

لكن الجدل الكبير يحوم حول شخصيات، غالبها غير معروف او مشهور،اصبحوا ضيوفا ثابتين علي هذه الفضائيات، وامتلكوا حقا ،لا يعرف كثيرين من منحه لهم، بالتعليق والتوجيه علي الاحداث السودانية والتاثير علي المشاهد،بل ان الجدل يحتدم حين تتجاوز هذه الشخصية او تلك،حجمها الحقيقي وتفتي وتشرع في امور لا تمتلك نواصيها.

يشير صحفي محترف ،كما طلب ان تسبق اسمه هذه الصفة بعيدا عن محلل او خبير ،وهو احد المتضررين نفسيا من بعض هؤلاء المحللين والخبراء ،كما يقول،الي ان الخبير الاستراتيجي كما هو معروف في كل الدنيا،يمتلك الخبرة الفعلية والكفاءة العلمية والتخطيط والتفكير المعرفي الاستراتيجي الذي يؤهله لتقديم نصائح ورؤي ترقي لمستوي هذه التسمية التي لا يبلغها الا بعد مجهود خرافي وسنين عديدة.

لكن الذين يسبقون اسمائهم بهذه الصفة،كما يشير ،منسوبين لمركز ما او منظمة ما،ايا كانت لا يملكون هذه المؤهلات حتي وان ادعوا ذلك باستخدام قوالب حديث مصطنعة او غرقوا في المصطلحات السياسية او الاجتماعية لاضفاء صدقية او استعراض معرفي.

والحقيقة ان معدي ومنتجي برامج استضافة هؤلاء ،يسألون الضيف عما يحب ان يسبق اسمه من صفة،وبذلك يقل التثريب عليهم باعتبار ان الضيف نفسه يرغب في هذه الصفة.

ويشير البعض الي ان معظم هؤلاء المتحدثين،يراهنون علي مشاهد او مستمع بسيط ،لا يبحث عن خلفيات او ميول  بقدر ما يريد ان يعرف ما يدور،وبالتالي يسرح “هؤلاء” كثيرا باذان وعيون المشاهد البسيط.

ويصر اخرين علي ان معظم هؤلاء هم اما ناشطين سياسين او اجتماعيين او شغلوا وظائف او حيزا في زمن ما  “سابقين”،لا يمكن ان يرتقوا الي منصة خبير استراتيجي او محلل سياسي وهم ينحازون لطرف دون الاخر، او لكيان او حزب او جهة ما بشكل فاضح وواضح ،بدون تقديم رؤية علمية او فكرية مستقلة ،ويظل ما يرددونه مجرد شائعات او “بروباجاندا” دون ممعلومات مسنودة ،بل انهم لا يقدمون معلومة موثوقة يمكن الاستفادة منها في تحليل او  تكوين رأي او الاستناد عليها في توقعات ما،وحتي هذه التوقعات، التي تعد احد الاسباب الرئيسية لاستضافهم، لا يفلحون في مقاربة ما اليها.

لاينكر احد الاستفادة ولو كانت محدودة من هؤلاء المعلقين او المحللين  حين الاستماع اليهم، برغم شح المعلومات التي يقدمونها للمشاهد،وقلة الالمام باتجاهات الاحداث وتوقعات سيناريوهات مستقبلية،لكن يظلون مع ذلك المتاحين في الساحة ، وسريعي الاستجابة حين يفشل منتج النشرة او الحلقة في توفير شخصية ما.

وينفي احد المنتجين العاملين في فضائية شهيرة، ان يكون المتحدثين بدلاء ، او انهم قريبين من دائرة مقر القناة او يسهل التواصل معهم سواء بالهاتف او تطبيقات التواصل الافتراضية،او تدفع بهم جهات بعينها ،ويشدد علي ان سياسة القناة، او خطها التحريري،يفرض استضافة تيارات مختلفة ،بل ان استضافة الرآي والراي الاخر ،او متشاكسين، يتيح الفرصة لتداول حر في الأراء والافكار.

الا ان الظاهرة التي انتشرت مؤخرا بكثافة شديدة ،واصبحت مادة يومية لاي فضائية،جلبت شخصيات سياسية او مجتمعية الي الواجهة ،ظلت مثار تندر وسخرية،بل ان بعض مذيعي هذه القنوات المقتدرين وذوي الخبرة الطويلة ،سلخوا جلودهم باسئلة ذكية فضحت كثيرا مما تخفيه المساحيق والاضاءة.

ويؤكد احد المشاهدين ،وهو يصر علي الاكتفاء بانه مشاهد فقط بعيدا عن شخصيته الاعتبارية، انه يبحث عن جهاز التحكم فور ظهور احد “هؤلاء” وينتقل الي قناة اخري وكثيرا ما يعاكسه الحظ ليقع في براثن اخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى