أهرامات متناثرة شمال السودان قد يُدمرها الزحف الصحراوي
تقرير – سوداميديا
تقع أهرامات صغيرة متناثرة شمال السودان على مقربة من الكثبان الرملية تكاد تطمرها بالكامل بينما يعكف خبراء في بعثات أثرية على إنقاذها ويقولون إنّ هذه المواقع لو حصلت على “الترويج والاهتمام الرسمي” ستدر على هذا البلد الفقير مئات الملايين من عائدات السياحة بتحويلها إلى مزارات للأجانب والسكان المحليين.
قال عابدين وهو يجلس على تلال رملية قريبة من مواقع أثرية شمال السودان في منطقة الدفوفة إن الآثار هنا لا تجد الحماية اللازمة وإذا جرى تحقيق رسمي يمكن اكتشاف سرقة العديد منها وتهريبها.
وأضاف عابدين وهو مزارع ويزور هذه المواقع بين الحين والآخر في تصريح خاص لـ”سوداميديا” : “الآثار مهملة تماماً نحن نخشى أن نستقيظ صباحًا ولا نجدها من فرط الإهمال”.
تأثير المناخ
وقال أحمد سمير وهو باحث في الآثار السودانية شمال السودان في تصريح خاص لـ”سوداميديا” : “الآثار شمال السودان بحاجة إلى خطة حكومية للحماية وبناء مناطق سياحية والترويج لها”.
ويوضح سمير أنه يخشى من تدمير قد يطال الآثار بسبب الظروف الطبيعية مثل الأمطار والرمال والزحف الصحراوي مشيرا إلى أن الكثبان الرميلة قد تطمر بعض المواقع السنوات القادمة.
وحضارات السودان التي ازدهرت قبل قرون اليوم لا أحد يتذكرها سوى صورة توضع في القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية في قاعة كبار الزوار لأهرامات مروي وتاريخها التليد.
ومع تغييرات مناخية وصلت الولاية الشمالية “موطن الآثار” في السودان فإن هذه المواقع تحتاج إلى حماية مسبقة من العواصف والأمطار وحتى التعدين عن الذهب الذي يتغول على المواقع الأثرية حسب ما يقول السكان المحليون.
تغول عشوائي
في مدينة وادي حلفا الواقعة أقصى شمال السودان قرب الحدود المصرية فوجئ السكان قبل شهور بشاحنة تتوقف قرب جبل قريب من الأحياء السكنية لتنفيذ حفريات دون الحصول على إذن من السلطات المحلية تمكنوا من طردهم وحماية هذا الجبل الذي يرجح أنه يحتوي على “كنوز أثرية”.
وقال عابدين إنّ جميع المعالم التاريخية تغيرت بسبب التآكل مع الأمطار والظروف المناخية التي تبدلت شمال السودان عما كانت عليها قبل سنوات وإذا استمرت هكذا “سنفقد جميع المواقع الأثرية”.
بينما يقول أحمد سمير الباحث في مجال الآثار لـ”سوداميديا” : “أحصينا عشرات المواقع الأثرية المعرضة للانهيار والتآكل الشديد بسبب عمليات التعدين والأمطار والعواصف والزحف الصحراوي”.
وتابع: “الحرارة شمال السودان ترتفع في الصيف بشكل كبير هذه من المشاكل التي تواجه الآثار هنا أيضا من المهم فعل شئ ما لانقاذ هذه المواقع التاريخية وتحويلها إلى مزارات سياحية جاذبة”.
